Tuesday, January 15, 2008

دعاء للمريض

بسم الله الرحمن الرحيم

دعاء جميل لعودة المريض

رزقك الله عافية الأبدان و أبدان العافية
و قوة الايمان و ايمان القوة
و عافاك دنيا و أخري
و جعلك من المحسنين

(دعاء عن الامام أحمد بن جنبل)


اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي ىله و سلم
و الحمد لله رب العالمين

عندما تتعسر المعيشة

بسم الله على نفسى ومالى ودينى ، اللهم رضنى بقضائك وبارك لى فيما قدر حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت .

إذا أصبحت وإذا أمسيت تقول ، اللهم إنى أعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبه الدين وقهر الرجال
.

اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك

بعض من الفضائل التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم

و كل فضيلةٍ لها دليلها من كلامه صلى الله عليه وسلم نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا وإياكم بها وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل فهو الولي على ذلك والقادر عليه :

ذكر اهل العلم عن اسم الله الاعظم اكثر من عشرة اقوال واصح ماذكر مايلي :.

1- عن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول :.
اللهم اني اسالك باني اشهد انك انت الله لااله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد . فقال :.( لقد سالت الله تعالى بالاسم الذي اذا سئل به اعطى واذا دعي به اجاب ) وفي رواية :.( لقد سالت الله تعالى باسمه الاعظم ).
رواه الاربعة وصححه ابن حبان .

قال ابن حجر :. ان هذا الحديث ارجح ماورد في الاسم الاعظم من حيث السند .
وحسنه الترمذي وصححه الحاكم والذهبي وقواه المقدسي وصححه الالباني .


2- عن انس رضي الله عنه انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا :. اللهم اني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
:. ( لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ) .
رواه أحمد و البخاري في الادب المفرد وأبو داود وغيرهم .
وقد صححه ابن حبان والحاكم و الذهبي و الالباني .



1 - قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير :
قال صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير ، في يومٍ مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذالك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذالك " .

2- قول سبحان الله وبحمده :
قال صلى الله عليه وسلم " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" .

3- قول سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم :
قال صلى الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان على الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده " .

4- قول سبحان الله العظيم وبحمده :
قال صلى الله عليه وسلم " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلةٌ في الجنة " .

5- قول رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا :
قال صلى الله عليه وسلم" من قال : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة"
، " من فال إذا أصبح وإذا أمسى رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً كان حقاً على الله أن يرضيه " .

6- قول لا حول ولا قوة إلا بالله :
قال صلى الله عليه وسلم " ألا ألك على كنزٍ من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " .

7- قول كفارة المجلس :
قال صلى الله عليه وسلم " من جلس في مجلسٍ فكثر فيه لغطُه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك :
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه " .

8- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
قال صلى الله عليه وسلم " من صلى علي صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشر صلواتٍ ، وحطت عنه عشر خطيئاتٍ ، ورفعت له عشر درجاتٍ " .

9- فضل سورة الإخلاص :
قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ قل هو الله أحد عشر مراتٍ بنى الله له بيتاً في الجنة " .

10- المؤذن :
قال صلى الله عليه وسلم " إنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ".

11- متابعة المؤذن بعد الأذان :
قال صلى الله عليه وسلم " من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة " .

12- إتقان الوضوء :
قال صلى الله عليه وسلم"من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره".

12- الدعاء بعد الوضوء :
قال صلى الله عليه وسلم" ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول ، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبدالله ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " .

13- صلاة لركعتين بعد الوضوء :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمٍ يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة " .

14- غسل يوم الجمعة :
قال صلى الله عليه وسلم " من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوةٍ عمل سنةٍ أجر صيامها وقيامها " .

15 - كثرة الخُطا إلى المساجد :
قال صلى الله عليه وسلم " من راح إلى مسجد الجماعة فخَطوةٌ تمحو سيئةً وخَطوة تكتب له حسنةٌ ذاهباً وراجعاً " .

16 - صلاة الفريضة جماعة :
قال صلى الله عليه وسلم " صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجة " .

17 – الصلاة في الصف الأول :
قال صلى الله عليه وسلم " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا "

18 – الإكثار من السجود :
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً وحط عنك بها خطيئةً " .

19 – من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الصلاة :
قال صلى الله عليه وسلم " إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه".

20 - من جلس في مصلاه يذكر الله :
قال صلى الله عليه وسلم " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يُحدِث تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه " .

21 – إدراك تكبيرة الإحرام :
قال صلى الله عليه وسلم " من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان : براءةٌ من النار ، وبراءةٌ من النفاق " .

22 – من صلى العشاء والفجر في جماعة :
قال صلى الله عليه وسلم " من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله" ، " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " .

23 – صلاة ركعتا نافلة الفجر :
قال صلى الله عليه وسلم " ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها " .

24 – صلاة الضحى :
قال صلى الله عليه وسلم " يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقةٌ فكل تسبيحةٍ صدقة ، وكل تحميدةٍ صدقة ، وكل تهليلةٍ صدقة ، وكل تكبيرةٍ صدقة ، وأمر بالمعروف صدقةٍ ، ونهيٌ عن المنكر صدقةٍ ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " .

25 – من حافظ على السنن الرواتب :
قال صلى الله عليه وسلم " من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعةً بني له بيتٌ في الجنة ، أربعاً قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر" .

26 – قول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا اله إلا الله دبر صلاة الفريضة :
قال صلى الله عليه وسلم " من سبح الله دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعةٌ وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" .

27 – صلاة المرأة في بيتها :
" جاءت امرأة إلى النبيصلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك ، قال : قد علمتُ أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتكِ في بيتك خيرٌ لكِ من صلاتكِ في حجرتكِ ، وصلاتكِ في حجرتكِ خير لكِ من صلاتكِ في داركِ ، وصلاتكِ في داركِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في مسجد قومكِ ، وصلاتكِ في مسجد قومكِ خير لكِ من صلاتُكِ في مسجدي " .

28 – الصلاة على الجنازة ثم اتباعها حتى تدفن :
قال صلى الله عليه وسلم " من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراطٌ ، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان ، قيل وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين " .

29 – قراءة آية الكرسي دبر الفريضة :
قال صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت".

30 – الإنفاق :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطِ منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر اللهم أعطَ ممسكا تلفاً " .

31 – الصدقة والتواضع :
قال صلى الله عليه وسلم " ما نقصت صدقةٌ من مالٍ وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزا ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله ، سبق درهمٌ مائة ألفٍ ، قالوا : يا رسول الله وكيف ؟ قال : رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ، ورجلٌ له مالٌ كثيرٌ فأخذ من عُرضَ ماله مائة ألفٍ فتصدق بها".

32 – من بنى لله مسجدا :
قال صلى الله عليه وسلم " من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة " .

33 – صيام يوم في سبيل الله :
قال صلى الله عليه وسلم " من صام يوماً في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً " .

34 – صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء :
قال صلى الله عليه وسلم " صوم ثلاثةٍ من كل شهرٍ ورمضان إلى رمضان صوم الدهر" ، " وسئل عن صوم ويوم عرفة فقال : يكفر السنة الماضية والباقية" ، " وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : يكفر السنة الماضية " .

35 – صيام ستة أيام من شوال :
قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوالٍ كان كصيام الدهر" .

36 – البدء بالسلام :
" أن رجلاً جاء إلى صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عشر ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عشرون ، ثم جاء آخر فقال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاثون " أي من الحسنات .

37 – الدعاء قبل الجماع :
قال صلى الله عليه وسلم " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهلَهُ قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يُقدِّر بينهما وَلَدٌ في ذلك لم يضره شيطانٌ أبدا " .

38 - قول : بسم الله عند دخول البيت ، وعند الطعام :
قال صلى الله عليه وسلم " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مَبِيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المَبِيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المَبِيت والعشاء " .

39 – من حمد الله بعد الطعام :
قال صلى الله عليه وسلم " من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفِر له ما تقدم من ذنبه "

40 – من دعا إذا تعارَّ : أي استيقظ من النوم ليلاً :
قال صلى الله عليه وسلم " من تعارَّ من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته " .

41 – الذكر قبل النوم :
قال صلى الله عليه وسلم لعليٍ t وفاطمة عندما سألاه أن يهب لهما خادماً" ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعاً وثلاثين ، وتسبحا ثلاثاً وثلاثين وتحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خيرٌ لكما من خادم " .

42 – من كظم غيظا :
قال صلى الله عليه وسلم " من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفِّذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء" .

43 – صلة الرحم :
قال صلى الله عليه وسلم " من سرَّه أن يُبسطَ له في رزقه ، ويُنسأَ له قي أثره فليصل رحِمَه "

44ـ ترك المراء والكذب ، ومن حَسُنَ خُلُقُه :
قال صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان محقاً ، وببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيتٍ في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خُلُقُه " .

45 – من نفَّس عن مسلم ، ويسَّر عليه ، وستر عليه ، ومن كان في عون أخيه ، ومن سلكَ طريقاً يلتمس فيه عِلماً ، وإذا اجتمع قومٌ في المسجد :
قال صلى الله عليه وسلم " من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كُرَبِ يوم القيامة ، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك يلتمس فيه علماً سهَّل الله به طريقاً إلى الجنة ، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبُه " .

46 – عيادة المريض :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمٍ يعود مسلماً غُدوةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملَك حتى يمسي وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملَكٍ حتى يصبح وكان له خريفٌ في الجنة " .

47 – من مات له أولادٌ صغار :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من الناس مسلمٌ يموت له ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة " .

48 – كفالة اليتيم :
قال صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى " .

49 - من تَرَكَ الاكتواء والإسترقاء والتطير :
قال صلى الله عليه وسلم " عرضت عليَّ الأمم في المنام فرأى أمته وفيهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم الذين : لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".

50 – إرضاء الزوجة لزوجها :
قال صلى الله عليه وسلم " إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصَّنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ " .

51 – الإحسان إلى البنات :
قال صلى الله عليه وسلم " من ابتلي من البنات بشيءٍ فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار"

52 – من همَّ بحسنة ، ومن همَّ بسيئة :
قال صلى الله عليه وسلم " فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملة ، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرة ، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملة ، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله عنده سيئةً واحدة " .

53 – من دل على خير :
قال صلى الله عليه وسلم " من دل على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله " .

54 – حب الصالحين ومجالستهم :
قال صلى الله عليه وسلم " أنت مع من أحببت " .

55 – من دعا لأخيه المسلم :
قال صلى الله عليه وسلم " من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الموكل به آمين و لك بمثل الملك " .

56 – التوكل على الله :
قال صلى الله عليه وسلم " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً " .

57 – إزالة الأذى من الطريق :
قال صلى الله عليه وسلم " لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرةٍ قَطَعَها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس " .

58 – المداومة على الخير :
قال صلى الله عليه وسلم " فإن الله لا يَمَََلُّ حتى تملُّوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله أدوَمُها وإن قلّ " .

59 ـ حب الخير للمسلمين :
قال صلى الله عليه وسلم"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

60ـ الابتلاء :
قال صلى الله عليه وسلم "ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غم ،حتى الشوكة يُشاكها إلا غفر الله بها من خطاياه"

61ـ السبعة الذين يضلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
قال صلى الله عليه وسلم "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل ، وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجلٌ طلبته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "

62 ـ رحمة الخلق والشفقة بهم :
قال صلى الله عليه وسلم "وإنما يرحمُ اللهُ من عباده الرحماء ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"

63 ـ من حفظ آيات من الكهف :
قال صلى الله عليه وسلم " من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال "

64 ـ من سأل الله الشهادة بصدق :
قال صلى الله عليه وسلم " من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلََّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "

65 – حسن الخُلُق :
قال صلى الله عليه وسلم " إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقِه درجة الصائم القائم " .

66 – القرض بدون فوائد :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمٍ يُقرِضُ مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة " .

67 – من ابتُلِيَ بفقد بصره ، فصبر :
قال صلى الله عليه وسلم " إن الله قال : إِذا ابتُليَ عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ، يريد عينيه " .

68 – الحفاظ على الفَرجِ واللسان :
قال صلى الله عليه وسلم " من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة " أي : اللسان والفَرج.

69 – المصافحة عند اللقاء :
قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِر لهما قبل أن يفترقا " .

70 – من ترك شيئاً لله :
قال صلى الله عليه وسلم " إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه " .

71 – إلقاء السلام :
قال صلى الله عليه وسلم " إن السلام اسمٌ من أسماء الله وضعه الله في الأرض فافشوه بينكم ، فإن الرجل المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليهِ كان له عليهم فضل درجةٍ بتذكيره إياهم السلام ، فإن لم يردوا عليه ، رد عليه من هو خير منهم "
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين


وتقبلوا تحيات أخوكم / حامد عواض العلياني

هناك قلوب

نبضات تخفق في قلوبنا فرحاً وألماً فتسير جوارحنا تبعاً لها..

نبضات في دواخلنا..

تخفق بشدة متسارعة فتقودنا إلى صناعة المستحيل..

ولا نملك إيقافها..

والأعجب من ذلك لا نقوى على إسكاتها

وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يقول :"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي القلب".

يا لتلك القلوب التي تتحكم في إرادتنا وأعمالنا.. بل تكون هي عقولنا المديرة ولا نملك تحريك نبضها إلا أن يحركها الله..

ألم تر الله يقول جل من قائل: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}.

هناك قلوب تنبض بالشر فتجر الويل على الأمة..

وهناك قلوب تنبض بالخير.. فتوقد صروحاً من النور بما فيه ينضح..

نعم إن قلوبنا..

قد تنبض بشكل متشابه في النظرة العلمية لكنها تختلف بما تحمل من مشاعر.

هناك قلوب تنبض.. يهزها سماع أغنية.. وقلوب تنبض فتبكي على انهزام فريق كرة.. وقلوب تتقطع أسى على فوات نصيبها من الدنيا، ولو كان فستاناً أو حذاءً أو سقط متاع.

وهناك قلوب تنبض تهزها آية في كتاب الله.. فتطير شوقاً إلى لقائه.. أو تبكي فرصة ضيعت عليها نصيبها من الآخرة أو تتقطع أسى على آلام أمتها.. فتهب لتضع شيئاً يغير حال هذه الأمة.. تختلف القلوب وإن تشابهت النبضات وما تسيل به أقلامنا يعبر عن ما ينبض في قلوبنا بشدة فتخرج على سطح الأوراق لتبلغ رسالة تصل من قلوبنا. ...

البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله
أسبابه ، وموانعه ، وطرق تحصيله

البكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير ، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم (43)] أي، قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم يعني ، أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ... [تفسير القرطبي ( 17 / 116 )]

وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي
صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ((إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ )) [البخاري (1242 ) ومسلم ( 924 )]

أنواع البكاء وأصدقها

قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : " البكاء من سبعة أشياء ... البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار ! " .

وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "
زاد المعاد " عشرة أنواع للبكاء نوردها كما ذكرها .

§ بكاء الخوف والخشية .

§ بكاء الرحمة والرقة .

§ بكاء المحبة والشوق .

§ بكاء الفرح والسرور .

§ بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .

§ بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول " الحزن " : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .

§ بكاء الخور والضعف .

§ بكاء النفاق وهو .. أن تدمع العين والقلب قاس .

§ البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .

§ بكاء الموافقة .. فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ... يراهم يبكون فيبكي .
" زاد المعاد " ( 1 / 184 ، 185 ) .


والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس ، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .

البكاء الكاذب

البكاء قد يكون دليلاً على صدق الباكي ، وقد لا يكون ، وقد ذكر القرآن الكريم قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال تعالى وجاؤوا أباهُمْ عِشَاءً يَبْكونَ [يوسف (16)] ، وعلى هذا فإن بكاء أحد المتخاصمين في القضاء ليس دليلاً يُعتدُّ به .

بكاء الإثم !!

البكاء على موت كافر أو طاغية أو فاسد ، وبكاء العاشقين ، وأهل الغرام بالأغاني .

فما في الأرض أشقى مـن محب *** وإن وجد الهـوى حلو المذاق
تـراه باكيـا فـي كــل حـين *** مخافـة فرقـة أو لاشـتياق
فتسخـن عينـه عنـد التلاقـي *** وتسـخن عينـه عند الفراق
ويبكـي إن نـأوا شوقـا إليهـم *** ويبكي إن دنوا خوف الفـراق

فضل البكاء من خشية الله

قال تعالى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور (25 – 28)]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)) . ‌ [رواه الترمذي ( 1633 )]

وقالَ رسُولُ اللَّه
صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ ، فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )).[رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 )]

وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
((عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله)). [رواه الترمذي ( 1639 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1338 )]

وقال النبي
صلى الله عليه وسلم
((ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله)) [رواه الترمذي ( 1669 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363 )]

وقال عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما " لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف
دينار ! " .

وقال كعب الأحبار "لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً

حين يذوقُ القلبُ .. حلاوةَ السجودِ


مقدمة :
في الحديث الشريف أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(
أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجـد ..)
وفي الحديث الآخر : (
واعلم أنكَ لن تسجدَ لله سجدةً إلا رفعكَ الله بها درجة)

وحين قالَ ربيعةُ رضيَ اللهُ عنهُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ : أسألكَ مرافقتكَ في الجنةِ . قال له عليه الصلاة والسلام :
أعني على نفسكَ بكثرةِ السجودِ ..

ولقد أخبرنا ربنا جل جلالهُ أن كل شيءٍ في هذا الكونِ الفسيحِ في حالةِ سجود وصلاة وتسبيح .. (..
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ..)

إن لحظاتِ السجودِ لحظاتٌ فريدةٌ في عمرِ الإنسانِ ، لأنهُ وقتها يكونُ في مقامِ القرب من الرب جل جلاله ..
وحين يستشعرُ القلبُ هذه المعاني كلها وأمثالها .. تنفتحُ له في لحظات السجودِ عوالمُ وآفاق ، وتتوالد في روحه معانٍ راقية يعجزُ القلم عن تقييدها ..

قيل لبعض العارفين : أيسجد القلب ؟
فقال: نعـم ، سجدة لا يرفع رأسه منها أبدا..

قال الراوي : في ساعة شفافية ، ذاق القلبُ بعضَ معاني القرب ، فحاول أن يسجلها ، لكنها جاءت متعثرة على النحو التالي ..وإلا فالأمر أبعد وأعظم .. وإلى الله المشتكى ..
= = =

في السجـودِ ..
في لـذاذاتِ السجـودِ ..
نبعُـكَ الفيـاضُ مـن قلـبِ السمـاءْ
وربـيعُ القلـبِ ..
مــن فيـضِ العطــاءْ
لحـظةٌ ســاميــةٌ..
طرقـتْ بــابَ السـماءْ
نسـيَ القـلبُ بها ،
كـلّ أصنـافِ البــلاءْ
في مقـامِ القـربِ سيـلٌ من عزاءْ
وضـياءٍ ... وصفــاءْ
هـزّتِ الأعمـاقَ أنـســاً
خفــقتْ كـلّ البنــودِ

في السجـــودِ
فرحـــةٌ قدســـيةٌ
جمعـــتْ كـلّ الحـشــودِ

**
تحــت رايــــاتِ السـجـودِ
هــذه الأعراسُ قـامـتْ ..
في إنـسـجامْ

فإذا بالقلـبِ يحــيا في هيـــامْ
يتمـطّى بانتـــشاءٍ وابتــــسامْ
كيف لا ..؟
وهــو في خـــيرِ مقــامْ ..
حــينَ تبــــدو ..
لذرا الروحِ أنــسامُ الخــــلودِ
فيــضُ إكـــرامٍ وجـــــودِ
غيـــضُ فيــضٍ ..
مــن كنـــوزٍ للـــودودِ..!

***
تحتَ راياتِ الســجودِ
تهطــلُ الأنـوارُ تتــــرى..
ويطـــيبُ الاغــترابْ
ينــجلي كلُ حـجابْ
تســـقطُ الهالاتُ من فوق الوجوهِ الكالحةْ
ويعرّيها العــذابْ ..
أو يعـرّيها الثـوابْ..
تحــتَ آهـــاتِ الســجودِ
حُطّـــمَتْ كل القيـــــودِ
ظمـئتْ نفــسٌ تنــادي بالجحــودْ
**

فــي الســــــــجودِ ..
إشــراقةُ الروحِ الطليقــةْ..
قد مضــتْ نحــو الحقـيقةْ ..
قــد بــدتْ ..
تتــجلى .. تتـــزيا ..

هي في المعراجِ صُعداً في صعـــودِ
فإذا الأملاكُ بعــضٌ من شهـــودِ
فمضــتْ تجتــازُ آفاقَ الحــدودِ
قــد بدا ســرُ العــروجِ ..

في مقــامِ القرباتْ
يطهــرُ القلبُ المُعــنّى ،
بهـــطولِ العــبراتْ
وصـــدورِ الزفــراتْ
تُحــرَقُ الآفاتُ حرقــا ،
ينجــلي للقلبِ كنــزُ الحســناتْ
وتسيلُ العبـراتْ ..
فيــــطيلُ الســـجداتْ

ويطيــلُ الســـــجداتْ
ويطيــلُ الســـــجداتْ
قد بدا ســرُ الحيـــاةْ
في السـجودِ ..
لــذةٌ قدســـيةٌ ،
أشجــانُـها فــوقَ القيــودِ
**

في السجـــــودِ ..
تتمازجُ للــروحِ الأفــراحْ..
تتــــلاشى كل الأتــراحْ ..
تتجـــلى للقلـــبِ ...
بعـضُ مقـاماتِ القـربِ ..
فيصـيرُ عبيــرُ الاشـــواقْ..
شـــلالَ عنــــاقْ ..
كــــنزاً من زادٍ ووقــودِ
ينفــضُ عني ثـــوبَ رقـــودِ
يوقــظُ كل ربيـــعٍ في روحــي
يرفعــني لذرا الأنــوارِ..
ضمــنَ زيـناتِ السجــودِ..!
**

يخـسأُ الشـيطانُ في نـورِ السجـودِ
يتــــلظى ..
يتلظى فــوقَ نـارٍ وســـفودِ
وينـــادي بالثبـــورِ..!!
ود لــو تســــتـرهُ ،
كل أشـــكالِ الجحــــورِ
ود لــو تغــرقهُ ..
كل هاتيـك البحـــورِ..!
جمـعَ الحقــدَ نيرانـاً على هذا الوجـودِ
قــد تجــلى آدمُ .....
بين أنــوار السجـــودِ ...!!
**

في السجــــودِ ..
تُسكَـبُ الألحـانُ تتـــرى،
من شــفاهِ الحـوريــاتْ
تتــلاشى في صمــيمِ الروحِ ،
........... كل الظلمــــاتْ
يصــبحُ الكــونُ نــشـــيدا..
............ وتغــــــاريدَ ورودِ

اذ يبــاهي اللـهُ ســكانَ الســـماءْ ،
بالجبيـنِ الحــرِ في هذا الســـجودِ ..!

**
ضمـنَ آيـاتِ السجـــودِ ..
نغمــةُ توحــيدٍ خـالـصةٍ ..
بــاهــرةٍ ..
تطـوى ثــوبَ الأكـوانْ
تعــلو فـوقَ الأزمــانْ
تعــبرُ آافــاقا شـــتى ،
في بضــع ثــوانْ
يتــجلى قــربُ المعـــــبـودِ
يتــلاشى الكــلُ .. فلا صــوت ..
غــيرُ أنـــينٍ و شــــهودِ
يحـــلو للــروحِ معارجهـا..
ضمـــنَ ركــوعٍ وسجـــودِ
**

في السجــــودِ ..
ليــسَ للكـبرِ مكـانْ
وغــرورُ المـرءِ يغــدو كدخـانْ
قـد تجــلى :
الكـون فـان.. الكون فااان .. الكون فااااان ..!!
تـدركُ التقـصيرَ أصــلاً في الكــيانْ
فإذا بالروحِ تســــمو.. ثم تســمو ..
نـســـيتْ كـــل القـــــيودِ
ســبَـحتْ ..
في بحـارِ النـورِ صعــدا للخــلودِ

نعمة البنين

إن من أكبر نعم الله تعالى على عباده نعمة البنين، تفرح قلوبنا بهم صغارا، ويشدّ الله بهم من أزرنا كباراً، ونرى فيهم امتداداً لنا، فملامح كثيرة من نفوسنا تنطبع على صفحات نفوسهم؛ فنطرب ونحن نستمع إلى واصفهم يقول: من شابه أباه فما ظلم!!
ولكن هذه السعادة لا تكتمل عند المؤمنين إلا بصلاح أبنائهم، بل وذريّاتهم من الأجيال الممتدة، وبذلك وصفهم الله تعالى مادحاً لهم فى كتابه العزيز، وقد نسبهم إلى نفسه سبحانه فقال :" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"...إلى أن قال عزّ وجلّ:" والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً" – الفرقان

قال الحافظ بن كثير فى تفسيرها:" يعنى الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له."

قال ابن عباس رضي الله عنه:" يعنون : من يعمل بطاعة الله فتقرّ به أعينهم في الدنيا والآخرة."

قال عكرمة رحمه الله: " لم يريدوا صباحة ولا جمالاً ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين."

وقال ابن جرير رحمه الله:" يعبدونك فيحسنون عبادتك ولا يجرّون علينا الجرائر."

ولقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى عن هذه الآية فقال:" أن يُرٍى الله تعالى العبدَ المسلم من زوجته ومن أخيه ومن حميمه طاعة الله، لا والله لا شيء أقرّ لعين المسلم من أن يرى ولداً أو ولد ولد (حفيد) أو أخاً أو حميماً مطيعاً لله عزّ وجل."

وكان هذا هو نهج الأنبياء الكرام عليهم صلوات الله وسلامه:

والأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه هم أعبد الناس للرحمن جلً وعلا، لذلك نراهم أكثر الخلق اهتماماً ببيوتهم وأحرصهم على صلاح ذرياتهم، ولأنهم أدركوا دور الدعاء فى استقامة الأبناء وعلاج عيوبهم حتى إنهم دعوا الله تعالى من أجلهم قبل أن يولدوا..!

فهذا سيدنا إبراهيم يرفع أكف الضراعة طالبا ً من الله تعالى أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين قال:" رب هب لي من الصالحين"- الصافات 100- يعنى ارزقني ولداً صالحاً، فكانت الاستجابة من الله تعالى وآتاه ما سأل:" فبشرناه بغلام عليم "، ولقد ظلّ خليل الله يتعهّد أبناءه و ذريته بالدعوات الصالحة طوال حياتهم، قال تعالى: :" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام، ربّ إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم، ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربّنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي سميع الدعاء، ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربّنا وتقبّل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"-سورة إبراهيم 41:35 .

وعلى نفس الطريق سار سيدنا زكريا عليه السلام، إذ دعا الله تعالى لأبنائه قبل أن يولدوا قائلاً:" ربّ هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " ثم نراه يدعو الله تعالى أن يرزقه ولداً صالحاً مرضياً عند الله وعند الناس، يتحمل معه أعباء النبوة والدعوة إلى توحيد الخالق سبحانه قائلاً:" قال رب إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً، وإني خفت الموالى من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً" ولقد استجاب الله تعالى لدعائه، وحملت الملائكة إليه البشرى بالولد والنبي الصالح:

"فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين"- آل عمران: 39-

وهَدْىُ نبينا صلى الله عليه وسلم من بعدهم هو الدعاء للبنين:

فقد كان صلى الله عليه وسلم شديد العناية بالأطفال، دائم الرعاية والتوجيه لهم، يدعو لهم وينهى عن الدعاء عليهم، يدعو لهم في كل وقت حتى من قبل أن يولدوا، فقد روى أنه كان :

- يدعو لهم وهم في أصلاب آبائهم:

وذلك لما ردّ المشركون من أهل الطائف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام وآذوه ورموه بالحجارة، أرسل الله إليه ملك الجبال يعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين ( جبلين بمكة) عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا ولكن أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً". وقد حقق الله تعالى رجاء نبيه بإسلام أبنائهم.

ويوجّه المسلمين إلى الدعاء لأبنائهم منذ إرادة الجماع والولد مازال في علم الغيب مبيناً أن ذلك من أسباب صلاح الولد قائلاً :" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد، فلا يصيبه الشيطان أبداً"

- ويدعو للصغار وهم نطفة في رحم الأم:

فعن عباية بن رفاعة، عن أم سليم رضي الله عنها قالت: توفى ابن لي وزوجي غائب، فقمت فسجيته في ناحية البيت. فقدم زوجي فقمت فتطيبت له فوقع علىّ . ثم أتيته بطعام فجعل يأكل فقلت : ألا أعجبك من جيراننا ؟ قال: وما لهم؟ قلت : أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا فقال: بئس ما صنعوا. فقلت: هذا ابنك. فقال: لا جرم لا تغلبيني على الصبر الليلة. فلما أصبح غدا على رسول الله فأخبره، فقال: " اللهم بارك لهم في ليلتهم. فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة- يعنى من أبنائهم- كلهم قد قرأ القرآن. وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .

- ويدعو لهم عند ولادتهم:

فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يؤتى بالصبيان – تعنى حديثي الولادة- فيحنكهم ويدعو لهم بالبركة.

وفى الصحيحين أن أسماء رضي الله عنها أتت النبي بولود لها، تقول: حنّكه بالتمرة ثم دعا له وبرّك عليه". وفى هذا الحديث بيان لمشروعية الذهاب بالمولود إلى أهل الصلاح لينال من دعائهم.

- ويدعو لهم أثناء مخالطتهم تشجيعاً وتثبيتاً لهم على الخير:

فعن أنس رضي الله عنه قال: جاءت أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزّرتني (ألبستني إزاراً) بنصف خمارها وردّتني (ألبستني رداءاً) بنصفه فقالت: يا رسول الله، هذا أنيس ابني أتيته بك يخدمك فادع الله له، فقال:" اللهم أكثر ماله وولده" . وفى رواية:" وبارك له فيما أعطيته". قال أنس: فو الله إن ولدى وولد ولدى ليتعادّون على نحو المائة اليوم. –صحيح مسلم / كتاب فضائل الصحابة رقم: 4531 –

ولنتأمل هنا كيف بنت وأسست أم سليم رضي الله عنها لابنها مستقبله في الدين والدنيا بالدعاء؟! إنه جيل الصحابة الفريد الذين أحسنوا الأخذ والفهم والتطبيق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويكافئ ابن عباس الغلام الصغير على إعداده لوضوء النبي قبل أن يطلبه بأن يدعو له، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء قال فوضعت له وضوءاً، فقال: من وضع هذا؟ فأخبر، فقال: اللهم فقهه في الدين." ويستجيب الله تعالى لدعائه لابن عباس ويصير حبر الأمة وترجمان القرآن.

وإذا كان هؤلاء هم قدوتنا وأسوتنا عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه يأمرنا الله تعالى بأن نقتدي بهم ، قال تعالى:" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"

ويخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة لنا في كل أمرنا قال تعالى:" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"

إن علينا أن ننتبه لأمر الدعاء للأبناء وندرك أهميته كعامل هام جداً في صلاح الولد، ولهذا الجانب مزيد من التفصيل فى الحلقة القادمة إن شاء الله.

إذا تأملنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" أدركنا أهمية الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في صلاح الأبناء، إذ قلوبهم وقلوب العباد جميعاً بين يديه يقلبها كيفما يشاء، وهو سبحانه وحده الذي بيده هداية الخلق إلى صراطه المستقيم، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة قائلاً:" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

ولننظر كيف كان الدعاء هو الحل لكثير من المعضلات والمشاكل التربوية عند سلفنا الصالح رضي الله عنهم جميعاً، فلم تكن أمور التربية تسير عندهم بلا مشكلات كما يتصور البعض، ولكن كان لديهم الكثير من الصعاب في عملية التربية ولكنهم ذللوها بالدعاء الذي:

إذا بذلناه للولد صغيراً.. ظهر أثره عليه كبيراً:

فعن معاوية بن قرّة قال:" لما ولد لي إياس، دعوت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتهم، فدعوا، فقلت: إنكم قد دعوتم، فبارك الله لكم فيما دعوتم، وإني إن أدعو بدعاء فأمّنوا، قال: فدعوت له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا، قال: فإني لأتعرف فيه دعاء يومئذ" أي أنه يعرف ويجد فيه بعد ما كبر أثر دعائه له في هذا اليوم وهو صغير.

- حوّل الدعاء الولد المتمرد المستعصي على التأديب والتربية إلى شاب صالح:

وهو ابن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى (من كبار التابعين وساداتهم) حيث اجتهد والده في تربيته اجتهاداً كبيرا، وكان يأمل أن يكون صالحاً ورعاً تقياً ولكن الأمر صعب عليك فدعا الله تعالى قائلاً:"اللهم إني اجتهدت أن أؤدب علياً فلم أقدر على تأديبه، فأدبه لي".. إنها مشكلة الكثير من الآباء اليوم، أن يبذل الوالد الحاني كل ما يستطيع تقريباً في تربية ولده ولكن لا يحالفه التوفيق، ولكن الفضيل هنا لم ييأس ورفع أكف الضراعة لله تعالى، فكان التوفيق منه سبحانه إذ أصبح على بن الفضيل بن عياض إماماً كأبيه في العلم والزهد، فقال عنه الإمام النسائي:" ثقة مأمون"، وقال الحافظ أبوبكر الخطيب:" كان من الورع بمحل عظيم" ، وقال ابن المبارك :" خير الناس الفضيل بن عياض وخير منه ابنه على"، وعن سفيان ابن عيينة قال:" ما رأيت أحداً أخوف من الفضيل وابنه"

وأصبح الفتى عوناً لأبيه على التقى والزهد والورع، يخرجان معاً للصلاة والحج وأعمال الخير، يقيمان الليل ويصومان معاً، وهكذا أصبحت العلاقة بين الابن وأبيه إلى أن جاء اليوم الموعود، وفارق على بن الفضيل الحياة سنة:183هجرية

ولقد افتقده والده وحزن عليه كثيراً فها هو يحكى عنه بعد وفاته ويقول:" قال لي علي يوماً: أسأل الذي جمعنا في الدنيا أن يجمعنا في الآخرة ثم بكى، فلم يزل منكسر القلب حزيناً، ثم بكى الفضيل فقال: حبيبي يا من كان يساعدني على الحزن والبكاء، شكر الله لك ما قد علمه فيك. وهكذا ظل والده حزيناً حتى لحق به بعد أربعة أعوام، حيث توفى الفضيل سنة: 187 هجرية.

بالدعاء نقضى على مشكلات أبنائنا الدراسية:

فقد حكي سليم بن أيوب بن سليم عن طفولته فقال: أنه كان في صغره بالري، وهى مدينة من مدن فارس، وله نحو من عشر سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن( يعنى :يحفظ الصغار القرآن) فقال لي: تقدم فاقرأ، فجهدت أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني ( لأنه لم يكن يتكلم اللغة العربية) فقال: لك والدة؟ قلت: نعم، قال: قل لها تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم، قلت نعم، فرجعت فسألتها الدعاء فدعت لي، ثم إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفقه، ثم عدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع أقابل مختصر المزني (يعنى يشترك مع غيره في مناظرة حول شرح كتاب مختصر المزني ويتحدثون باللغة العربية ) وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني، فسمع مقابلتنا وهو لا يعلم ماذا نقول، ثم قال: متى يُتَعَلّم مثل هذا؟ فأردت أن أقول: إن كانت لك والدة فقل لها تدعو لك، فاستحييت.!

فلماذا لا نقتدي بأم سليم بن أيوب في الدعاء لأبنائنا فيم أغلق عليهم فهمه، أو صعب عليهم حفظه من المواد الدراسية ؟ لنجعل الدعاء هو ما نستعين به على صعوبات الدراسة والامتحانات التي يواجهها أبناؤنا جميعاً.

دعاء الآباء سبب لمغفرة ذنوب الأبناء:

فلقد قصّ علينا القرآن الكريم خبر أبناء يعقوب عليه السلام وما ألموا به من ذنب، فلما تاب الله عليهم وندموا على ما بدر منهم في حق أخيهم يوسف عليه السلام، استعانوا على تمام توبتهم بدعاء أبيهم واستغفاره لهم، قال تعالى:" قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين، قال سوف أستغفر لكم ربى إنه هو الغفور الرحيم" قيل فى تفسيرها أنه وعدهم أنه سوف يدعو لهم ويستغفر لهم إذا جاء وقت السحر.

الدعاء عليهم على رأس قائمة الممنوعات التربوية:

فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من الدعاء على الولد، فقد روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r :" لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعو على خدمكم، ولا تدعو على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم"- رواه مسلم/ كتاب الزهد والرقائق رقم: 5328 . وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك يشكو له عقوقه وتمرده، فقال له: هل دعوت عليه؟ قال الرجل: نعم، قال ابن المبارك: أنت أفسدته!.

وأخيراً..أعزائي الآباء والأمهات:

إن أخطاء أبنائنا تحتاج إلى صبر ودعاء، ولا نقصد بالدعاء أن يكون مرة واحدة أو مرتين، ولكن علينا أن ندعو الله تعالى لهم ليلاً ونهاراً، سرّا وجهاراً، ولا نيأس من رحمة الله تعالى ولا نستعجل الإجابة، فربما تأتى الإجابة بعد شهور وسنين من الدعاء العريض، روى الإمام الذهبي عن التابعي الجليل مورق العجلي أنه قال: " لقد سألت الله حاجة عشرين سنة، فما شفعني فيها( يعنى ما أعطاني إياها) وما سئمت من الدعاء" إذن علينا أن نقرع أبواب السماء دائماً بالدعاء لأبنائنا والتضرع بلا ملل أو كلل، فإن من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له، ولنعلم أن الدعاء للأبناء يصلح أحوالهم، ويجبر كسرهم، ويعالج أخطائهم، ويحميهم من شرور الدنيا والآخرة، فهيا بنا نرفع أيدينا على الله تعالى نسأله أن يهديهم سواء السبيل وأن يجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة.

سحر شعير

لها أون لاين